إنه يوم عاديّ في الحرم القدسيّ الشريف في القدس، يدخل يهود، مسلمون ومسيحيون من خلال باب الرحمة وينتظرون بدء الصلاة في الهيكل، في قبة الصخرة وفي المسجد الأقصى وفي كنيسة القيامة، على التوالي. أصدقاء من الديانات الثلاث ومن أماكن مختلفة من العالم يرحّبون واحدًا بالآخر، ويتجمّع قسم منهم حول مجموعة غير رسمية من العازفين من الديانات الثلاث يقومون بالعزف معًا. وقد خلع الحرم القدسيّ الشريف عن نفسه ذكريات الخراب والمواجهة اللذين فرضتهما عليه الإمبراطورية الرومانية، وهو الآن مكان للسعادة، يصلّي فيه الجميع في مبانيهم المقدّسة، ولكنهم يعترفون ويشهدون باسم الله الواحد، خالق كلّ شيء.

• ما الذي يجب الانتباه إليه في الرسمة.
• عن النهر وعن توسِعة ممكنة للحرم القدسيّ الشريف.

يهود، مسلمون ومسيحيون من كلّ العالم يدخلون الحرم القدسيّ الشريف من خلال باب الرحمة، حيث إنه يحمل مغزًى خاصًّا كرمز للخلاص في الديانات الثلاث. النهر الذي يبدو جاريًا على امتداد الحرم القدسيّ الشريف، مرسوم وَفقًا لوصفه في رؤيا حزقيال، إلاّ أنه، أيضًا، لا ينفي إمكانية أن الهيكل بُنيَ على توسِعة ممكنة للحرم القدسيّ الشريف، مذكورة هي الأخرى في الرؤى. هذه الضبابية التي يخلقها النهر تنعكس، أيضًا، من خلال ضبابية مقصودة في ما يتعلق بمكان الحرم القدسيّ الشريف في الرسمة. تظهر في الرسمة مبانٍ مهمّة، وبضمنها باب الرحمة، حديقة القبر المقدّس المقدّسة للمسيحيين البروتستانت، ومبانٍ معروفة أخرى تُرى في خط أفق القدس، مأخوذة من اتجاهات مختلفة، من الشمال، الجنوب، الشرق والغرب، لتوضيح أنه لا يوجد في الرسمة توجّه معيّن يُمكن من خلالها اكتشاف الاتجاهات في الرسمة.

يُرى اليهود وهم يدخلون باب الرحمة ويتوجّهون يسارًا في اتجاه الهيكل. ويُرى المسلمون وهم يتوجّهون يمينًا من باب الرحمة في اتّجاه قبة الصخرة، بينما يتجاوز قسم منهم قبة الصخرة في طريقهم إلى المسجد الأقصى. يُرى المسيحيون آتين من الجانب الأيمن من الرسمة في اتجاه كنيسة القيامة وأيضًا في اتجاه حديقة القبر المقدّس، المرسومة، كما ذُكر، في غير مكانها الحقيقي، إلاّ أن قسمًا من المسيحيين يدخلون إلى الحرم القدسيّ الشريف من خلال باب الرحمة. يهود، مسلمون، مسيحيون وحتى آخرون، يتوجّهون من تياراتهم الرئيسية المتوجّهة إلى مبانيهم المقدسة، للانضمام إلى أشخاص من أهل الديانات المختلفة، كما تتشكّل هناك مجموعات صغيرة مختلطة تتوزّع على الحرم القدسيّ الشريف. واحدة من بين هذه المجموعات هي مجموعة الأشخاص الظاهرين في مقدّمة الصورة حول الموسيقيين.

المجموعة غير الرسمية من الموسيقيين مكوّنة من، من اليسار إلى اليمين (وقوفًا)، مسيحية تعزف على الدف، يهودية تعزف على الكمان، مسلم يعزف على البوق، و(جلوسًا) يهوديّ يعزف على السَّنطور ومسلم يعزف على القانون (آلة عربية تراثية). ثلاثة عشر شخصًا تجمّعوا معًا حول الموسيقيين يمثّلون خليطًا من اليهود، المسلمين، المسيحيين وآخرين من العالم أجمع، وكذلك، أيضًا، الصِّبية الستة الذين يرقصون من اليمين. العدد 13 هو حساب الجُمَّل للكلمة "واحد" (بالعبرية)، لذا فإنه يرمز إلى الوَحدة في ما بينهم، ومع الموسيقيين يُصبح عددهم الإجماليّ 18 شخصًا وهو حساب الجُمَّل لـ ح"ي (بالعبرية). نجد بين المباني المُبيّنة في خط أفق القدس، التي هي في غير أماكنها الطبيعية، المحكمة العليا، الجامعة العبرية على جبل المشارف (جبل سكوبس) (من اليمين وإلى أعلى)، وكذلك مبانيَ من الحديقة التكنولوجية في جنوب المدينة..
للرجوع إلى أعلى الصفحة

يُشير الجدول وعدد من الإضافات الجغرافيّة المختلفة إلى الشخصيّة النبويّة لا إلى الشخصيّة الجسديّة العينيّة لهذه الصورة. تمّ وصف العناصر أدناه بإضافة تفاصيل حول الجدول والتوسيع الممكن للحرم القدسي الشريف.

تعبّر الصورة الفنيّة على البطاقة المرفَقة عن هيكلٍ يهوديٍّ أعيد بناؤه، يتمتّع بجوارٍ مسالِم لقبّة الصخرة والمسجد الأقصى مع قِباب إسلاميّة ومسيحيّة أخرى في القدس، تحقيقًا للنبوءة: "في ذلك اليوم يكونُ الربُّ وحده واسمهُ وحده" (زكريا 14:9).

تم ضمّ الكثير من المفارقات الجغرافيّة لتعبّر عن أنّ هذه الصورة تمثّل مفهومًا عامًّا أكثر منه مخطّطًا خاصًّا. تم تصوير جبل المشارف وبوابة الرحمة، القائمين في الواقع إلى الشرق من الحرَم القدسيّ الشريف (جبل الهيكل)، خلف الجبل مع المدينة القديمة (القائمة غربًا في الواقع) إلى جانب أبنية أخرى من مختلَف المواقع مثل الحديقة التكنولوجيّة في المالحة (جنوبًا). تم تصوير الحشود متّجهةً نحو الجنوب من قبّة الصخرة، من خلفها ومن أمامها، نحو المسجد الأقصى، الذي يقع إلى الجنوب من القبّة. وعلى نحوٍ مشابه، النهر الذي في الصورة، من سفر الأنبياء، يترك فُرصةً مفتوحة لتوسيع جبل الهيكل، مقابل تلميحٍ توراتيّ يُشير إلى الشخصيّة النبويّة لا إلى الشخصيّة الجسديّة العينيّة لهذه الصورة.

في رؤيا حزقيال (47، 1-12) يُذكر نهر يخرج من تحت عتبة الهيكل كنبع صغير إلاّ أنه سُرعان ما يُصبح نهرًا كبيرًا بشكل إعجازيّ ويصبّ في البحر الميّت، فيُحييه. النبع المستقبليّ مذكور حتى في المِشنه (الفَتوَيان ب، و) التي تعدّ الأبواب بمساعدة الكَهَنة وتذكر ضمنها، أيضًا، باب الماء. ويُضيف الحاخام إليعيزر بِن يعقوب هناك: "وفيه الماء يجري ومن شأنه أن يخرج من تحت عتبة الهيكل".

وفي الرسمة، يُتيح النهر ضبابية معيّنة في ما يتعلق بمكان الهيكل. فمن الممكن أن يُرى الهيكل قائمًا في المكان الحقيقي للحرم القدسيّ الشريف، إلاّ أنه من الممكن أن يكون قائمًا على توسعة للحرم. كما أنه من الممكن أن يكون الحديث عن توسِعة بفعل يد الإنسان أو نتيجة لهزّة أرضية إعجازية، موصوفة هي الأخرى في الرؤيا (زكريّا 14 4). ومن الجدير بالذكر أنه وَفقًا لمصادر مختلفة (مثل حزقيال 40-43، بابا باترا ع هـ:) ستتضاعف مساحة الحرم القدسيّ الشريف 36 مرّة، لضمّ جميع الشعوب هناك (انظروا تفسير مئير لييبوش بِن يحيئيل ميخال لحزقيال 42 20). وفي التلمود هناك إمكانية شرعية لتقديس توسِعة للمكان المقدّس الخاصّ بالحرم القدسيّ الشريف.
للرجوع إلى أعلى الصفحة